مقابلة للدكتور نسيب حطيط مع قناة العالم حول الإستفتاء على الدستور المصري
23\12\2012
سؤال:ما اهمية انجاز هذا الدستور بحد ذاته يعني الثورة المصرية جاءت اسقطت مبارك تم اجراء انتخابات رئاسية الان هذا الاجراء الدستوري الجديد هذا النموذج كيف تقيم فيما وصلتاليه في المرحلة الحالية وما نسبة نجاحاتها فعلا على المستوى الاقليمي؟
جواب :بداية نبارك للشعب المصري وثورته هذا الانجاز اضافة الى الانجاز السابق اسقاط نظام مبارك لكن نحن نتمنى الافضل لشعب مصر وللقوى السياسية المتصارعة في المنطقة ان تؤدي دورا افضل وان تعطي دورا اجمل وافضل هذا الاستفتاء على الدستور مع اهميته ليشكل مدماكا في الجمهورية المصرية الجديدة ،لكن هناك بعض الشوائب التي تشوبه والتي كنا نتمنى ان يتجاوزها المصريون بالحوار ووحدة الكلمة ،حيث ان الدستور يكتب لبناء الدولة ووحدة الشعب ووحدة الامة فاذا ما كان الدستور مساهما في تقسيم او في خلخلة السلم الاهلي فمعنى ذلك انه هو وسيلة وليس هدف غير ان الوسيلة لا تحقق الهدف المنشود كان عليهم الانتظار.
الامر الثاني ان الدستور ليس مسالة انتخاب بالاكثرية المطلقة51%النسبة الضئيلة التي شاركت في هذا الدستور نتيجة النزاع والتوتر السياسي جعلت نسبة المشاركة الشعبية لم تتجاوز30%من الشعب معنى ذلك ان20%من الشعب المصري هم الذين اقروا الدستور
سؤال : يعني حتى الان النتيجة ليست هي51% هي64%وهي نتائج غير رسمية حتى الان ولكن الا تعتقد دكتور حطيط ان ضمن ما يجري الان هو حراك ديمقراطي بامتياز باختلاف وجهات النظر حرية التعبير الاعتراض الى ذلك هذا في اي اطار تضعونه؟
جواب:اولا بداية انا لم اقل النتيجة51% قلت انه ليس بمعنى انتخابا51%هذا توضيح بالنسبة للنسب التي تفضلتي بها اما بالنسبة للحراك الديمقراطي انا قلت في بداية حديثي التهنئة للشعب المصري الذي يخوض اول تجربة ديمقراطية منذ اكثر من40عاما وبشكل مكثف انه نزل الى الشارع الى صناديق الاقتراع وهو نزل اكثر من مرة ثلاث مرات وهو سينزل اكثر لاحقا لانتخاب مجلس الشعب لا اقول ان الديمقراطية حبة دواء يتناولها الجمهور كل عام وخلال الفترة السياسية وخلال سنة وسنتين ممكن ان نكون ضمن جو ديمقراطي الديمقراطية ثقافة الديمقراطية سلوك الديمقراطية حتى ان هناك ارث ثقيل في النظام المصري ولكن نحن نقول انه لا يجب الانتقال من رئيس الحزب الاوحد الى حكم الحزب الاوحد ايضا لا بد من ان يكون من هناك على الاقل من مشاركة سياسية صحيح انه هناك اكثرية معارضة ولكن ان تكون الاكثرية التي تفترض نفسها اكثرية والتي تحكم وتتسلم مقاليد الرئاسة ان تكفر الاخر ان تلغي الاخر ان تقصي الاخر هذا ليست الخطوة الصحيحة لبناء الدولة
سؤال: كيف تنظرون الى هذه التجربة وانعكاساتها الدولية؟
جواب:هذا ما كنت ساكمل حديثي به ان مصر عندما نوجه الضوء نحو مصر لانها تمثل رائدة في حالة العالم العربي سواء على المستوى العددي على المستوى الجيوسياسي وبالتالي هي سبقت الدول العربية بليبيا وتونس بانها ارست قواعد ديمقراطية معينة واذا استطاعت مصر ان ترسي العملية الديمقراطية في المحيط العربي لناخذ مثلا ممالك الخليج التي لا تعرف الدساتير نهائيا وانما يمكن انها اخترقت بالكويت منذ عقدين او ثلاثة ضمن حركة دستورية مقيدة نوعا ما لكن نحن في العالم العربي ليس عندنا دساتير ولانه ليس عندنا دولة الدستور بمفهومها القانوني هو اقامة دولة وتحديد نظام الحكم وتحديد المؤسسات في دول الخليج مثلا بشكل اساسي ليس هناك من دول هناك ملك او امير يملك الشعب والارض والوطن والسيادة وبالتالي لا موازنات لا فصل للسلطات ولا اي شيء اخر وفي بعض الانظمة الشمولية هناك نظام يستبدل الملك او الامير بالحزب الحاكم وبالتالي تجربة الدساتير في العالم العربي ايضا ان وجدت هي شبيه بدستور بوكاسا في افريقيا الوسطى
سؤال: عن هذه التحديات وحجم هذه المخاطر التي تحدق بمحاولات افشال هذه النماذج منها نموذج الثورة المصرية في المرحلة القادمة نسال يعني من الاكثر مستهدف برايكم ومن الاكثر ممكن يتعرض للتاثير بنجاح هذه الثورة؟
جواب:اولا توضيح لضيفك الكريم اقول ان من يشارك هو جمهور سياسي ومن لم يشارك هو جمهور ليس سياسيا هذه مغالطة يعني حتى الذي لم يشارك يعلن موقفا خوفا من الشارع خوف من المشاكل حتى هو يستنكر بصمت كما يقال اما بالنسبة لمصر مصر لدورها الريادي على مستوى العربي منذ ايام الرئيس عبد الناصر والحركة القومية الان هناك تخوف بشكل اساسي لدول الخليج بالنسبة لمصر واذا راجعنا الفتاوى والمشايخ السعوديين وخاصة موقف وزير الاوقاف السعودي ال الشيخ ونظرته الى الاخوان المسلمين والاخوان المسلمين هم الذين يمسكون السلطة في مصر ولذا انااخاف على الاستقرار في مصر لان الممالك والامراء بشكل خاص وبما فيها المغرب والاردن يخافون اذا نجحت السلطة في مصر بقيادة الاخوان المسلمين معنى هذا انها ستتدحرج احجار الدومينو باتجاه الممالك والامارات حتى المغرب وبالتالي تسقط هذه الانظمة من ممالك ومن امارات لذا سيكون هنك صدام مع الاخوان المسلمين او تصدي لهذه الحركة السياسية على مستويين مستوى الفتاوى ونحن اذا راينا فتاوى سواء عند بعض المشايخ السلفية الذين يقولون ان الديمقراطية والانتخابات والاحزاب حرام في حرام والديمقراطية هي لفظ غربي ومعناه الحكم للشعب وليس لله هذا يعني تكفير للديمقراطية وهناك موقف من مشايخ الوهابية سواء من الشيخ او وزير الاوقاف ال الشيخ حتى انه يصنف حركة الاخوان المسلمين يصنفها بانها من الفرق الإثنتين والسبعين الهالكة في النار والحديث انه هذه المسالة مع المسالة الاخرى هو الضغط الاقتصادي على النظام الحاكم في مصر الان ستكون هناك على الاقل محاولة ضغط اساسي ومحاولة تدجين غربي لحركة الاخوان المسلمين لانه اذا نجح الاخوان المسلمين في مصر وبقية الدول ستنفتح الطريق امام تحالف بشكل ما مع حركة الاخوان المسلمين لاختراق سوريا اما اذا فشلوا في مصر فسيتم التراجع عن التحالف او المفاوضات معهم في بقية الدول العربية لذا الخوف في مصر عدم الاستقرار وهذا ما قلته في بداية حديثي اذا كان الدستور لوحدة الشعب المصري ورفاهية الشعب المصري كان على الاخوان المسلمين وهم الذين يمسكون بالسلطة ان يكون صدرهم اكثر رحابة وان يكونو اكثر حوارا حتى يصلوا الى الاهداف التي يسعون اليها بحيث انهم يرتقون بالشعب المصري
اولا الثورة الايرانية عندما انتصرت عام79لا شك انها القت حجرا في المياه الراكدة على مستوى الشرق الاوسط بشكل خاص على مستوى الحركات الاسلامية وهناك ترددات لهذاالحجر الملقى وعندما تحدثت عن النسب وعندما كانت الجمهورية في عام79او80تستفتي على الدستور شارك اكثر من70%وحاز الدستور على نسبة93%وبالتالي اكثرية الشعب هي مع الدستور هذا ما اردت توضيحه على المستوى المصري في الكويت التجربة رائدة لان في الكويت ايضا بالنسبة لمحيطها تغرد خارج السرب الخليجي لانها استطاعت ان تدخل الى الكويت مسالة الثقافة العامة والثقافة الديمقراطية وتداول السلطة الوسطي وليس تداول السلطة من فوق مستوى الامير وانما تداول السلطة ايضا المبرمج بواسطة العائلة ضمن منظومة العائلة الحاكمة ولكن هناك تنوع في الوزراء لكن المفارقة العجيبة انه عندما تكون قطر مثلا تقول بانها ستتبرع بشكل رشوة الى مصر بحدود20مليار دولار حتى ياتو بالتجربة الديمقراطية لكن نحن كنا نقول والمصريون ان تستفيد قطر من ديمقراطيتها وان تغير دستورها الذي ينحكم في مادتين كما اتذكر ان الحكم في المادة الاولى هو للامير وابناءه واحفاده الى ما شاء الله والمادة الخامسة على مستوى الميزانيات يقول ان الامير هو الذي يحدد ميزانية الامير واولاده واحفاده حتى تكون هناك سلطة على امواله وعلى اموال الشعب التجربة الخليجية في3محطات تجربة ايران الرائدة على مستوى التجربة الديمقراطية والسلطة ومشاركة الشعب والربط الوثيق بين الشعب وبين الدستور وبين الشريعة الاسلامية لكن ليس بالشكل وانما بالخط العام وبالخط التفصيلي وبدل ان يقول في ان يكون هناك ما يربطه في العالم العربي الاسلامي هذه امتكم امة واحدة مع الاصدقاء مع اهل الكتاب التجربة الكويتية جيدة ولا تستطيع مصر ان تكون مثلها ينقص الدور المصري براي اولا الاعتراف بالاخر الامر الثاني ينقص التجربة المصرية على مستوى العقائدي المبدئي والموقف من اسرائيل خصوصا هناك تناقض الثورة الايرانية في اقصى لحظاتها حراجة اغلقت سفارة اسرايل وفتحت سفارة فلسطين الاخوان المسلمون ملزمون ونحن نتمنى عليهم كاخوة مسلمين لنا الحق عليهم ان يتبرؤوا من كامب ديفيد سواء صحيح انه هناك براغماتية سياسية وواقعية سياسية لكن ليسوا مجبرين